الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

أسـوار المديـنة

عندما وقفت على أسوار المدينة العتيقة
وعلمت أني داخلة فيها لا محالة
ذرفت دموعي ...
واعلنت الاستسلام ...

بدأت بدايتي التي اخترتها بيدي
وظلت أرتشف حينها من كأس الندم
تذكرتهم
تذكرت من كانو يعيشون في كياني
لحظة غفلة أفقدتني من أحبهم ... ويحبوني ...
تابعت طريقي .. ودخلت المدينة ...
عالم غريب .. كائنات لا أعرفها
فمن أين أبدا وأين أنتهي 
طريق طويلة أمامـــي
مشيت في الطريق .. بعد أن أيقنت أن لـا عودة
طبيعتي لم تسمح لي بأن أظل كذلك ..
وأبت نفسي الاستسلام

تذكرت يوم كنت طفلة أعشق النوم ...
فأيقظتني أمي .. والبستني ..
وقادتني إلى بداية عالم المدن ...
ولكنني لست الآن تلك الطفلة التي تقودها أمها ...
فأنا الـآن أقود نفسي ..
أنا التي اخترت لها أن تذهب إلى عالم غير عالمي ..
ومدينة غير مدينتي ..
وأنـــاس لـا أعرف عنهم سوى أنهم بشر ... مثلي ...

انتهت السنة .. على أفضل مما توقعت ...
أحببت الجميع .. وأحبوني ..
ولكنني لم أعد أستطيع أن أعود ..... إلى تلك الفتاة ...
تلك الفتاة التي كانت تهوى اللعب .. تلك الفتــاة  التي كان ملؤها السعادة ...
أصبحت كائنا آخر ...
وتأملت في نفسي لأعرف سبب تحولي ..
هل لأنني كبرت ~ وتركت حياة الطفولة والمراهقة ...
أم لأنني تركت جزءا من ذاتي هناك ~ خلف الأسوار

بدأت سنة أخرى ... وطريق آخر .. وأنا على عزم بأن أعيد حياتي إلى ما كنت
لكنهم لم يسمحوا لي .. أجبروني .. على تغير مسيري .. لازداد ضلالا .. على ما كنت فيه
أصبت بالإحباط الذي يصاب به
 الـ طفل الذي تهدم أمواج البحر ..  أول قصر يصنعه بيديه ..
عاد إلي الشعور بالحزن والكآبة ..
وكرهت عالـم مدينة الأســـوار ...
وأبت نفسي الاستسلـام

عزمت أن أكمل نهجي .. وأن أفعل كما فعلت في البداية ..
وأكملت طريقي من جديد
ولكن بعدما تركت حطام بقايا ذاتي ~~ من جديد

انا الآن أقترب من النهاية ..
أقترب من الباب الآخر للمدينة ...
وسعادتي لم تكتمل ..
فلم أعتد أن  أشعر بأني بلا قيمة ...
أو لا أترك أي إثبات لوجود ...
كأني ظل مر في ساحة النسيان أو برق بَرق في وجوه ... الـأموات ..

كنت أسمع أن نهاية المدينة هي أجملها ..
لكنني  أظن أن ما كنت أسمعه لم تكن الا مجرد الأوهاااام ..
أتشوق للوصول إلى نهاية الممر .. والخروج
مملت من هذا العالم الملئ بالكآبة
أشعر بأني لا شيء في هذا العالم ...
أريد أن أطلق جناحي ... في العنـــان  ...

الحب .. المودة .. وبقايا ذاتي ...
تركتها خلف الأسوار ...
ونسيت أني لا أستطيع العيش دونها ...
قررت حينها ترك رسالة .. لكل من قابلني في تلك المدينة ..
لكل من لامني أو استغرب مني ..
اسمحولي فأنتم لا ترون إلا جسدا خاليا ...
قد نفدت طاقته ولم يعد بإمكانه أن يشحنه ...
أنتم لا تعيشون إلا مع صورة رسمها الفناان .. بلا ملامح ..
أصبح الكره .. واللامبلاة جزءا من ذاتي ....
شعرت بالسخط .. على الجميع ...

وبينما أنا أسير ...
شدني ذلك الشيء ..
أثارني .. وفضولي لم يأذن لي بأن لا أبالي ...
ذهبت إليهم
عالم جميـــل سرمدي .. وجوه تشعر بالسعادة والنشوة معهــا ..
هل هو هذا المكان ... الذي كنت اسمع عنــه ..
نعم إنــــه هـــو ..
دخـــلت إليــهم .. ولم ألبثــ إلــا قليــلا حتى أُمــرنا بالخروج ..
باللاعودة ..
حينهـا شعــرت
بالضـيــاع
وبالشـــوق إلى عالم مدينة الأســـوار




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق